Skip to main content
هل تختفي المسيحية من العراق؟ Facebook Twitter YouTube Telegram

هل تختفي المسيحية من العراق؟

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مع الجدل المحتدم في العراق حول سحب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريركا على الكنيسة الكلدانية وفي ظل التصعيد الذي يمارسه زعيم مليشيا "بابليون" المسيحية المدعومة من  الحشد الشعبي ، ريّان الكلداني الطامح لاختزال التمثيل السياسي والديني المسيحي به، لا سيما دائرة الوقف المسيحي التابعة لهيئة الأوقاف الدينية.

وسط هذا الجدل بات التساؤل السابق مطروحا من جديد: هل ستختفي المسيحية من العراق؟، لا سيما وأن مسيحيي العراق يعتبرون أن سحب المرسوم هو جزء من استهداف وجودهم في العراق، وهو منطقة لها تاريخ مسيحي طويل، مع وجود أدلة تشير إلى أن الإنجيل كان حاضرا في القرن الثاني.

اليوم، رغم ذلك، تشهد المسيحية في العراق تراجعا دراماتيكيا. منذ غزو قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، عانى المجتمع المسيحي في العراق من انهيار كارثي. قبل الحرب، كان عدد المسيحيين في البلاد 1.3 مليون. واليوم يزعم مسؤولو الكنيسة العراقية أن هناك ما يقرب من 250 ألفا متبقيا، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 83 في المائة خلال عقدين من الزمن، لكن من المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أقل من ذلك بكثير، على الرغم من أن القادة المسيحيين في العراق مترددون في الاعتراف بذلك بسبب تداعيات تمثيلهم السياسي، حيث تشير منظمات المجتمع المدني إلى أن 164000 مسيحي فقط لا يزالوا في العراق، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 90 في المائة منذ الغزو.

هناك أسباب متنوعة لهذا التراجع  منها زعزعة استقرار المنطقة منذ غزو التحالف عام 2003. تشير محنة المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط في العقدين الماضيين، سواء في سوريا أو العراق أو في أي مكان آخر، إلى وجود بيئة قلقة وغير مستقرة للمسيحيين. وفي هذا الصدد يكشف تقرير أصدره معهد الدانوب ومقره بودابست أن القادة المسيحيين في العراق يصفون حقبة ما قبل عام 2003 بأنها "مستقرة" و "آمنة"، وهي فترة "خالية من الطائفية والعنف". ربما كان صدام وحشيا وشريرا، لكن الكنيسة كانت تتمتع بالاستقرار والسلام في ظل نظامه، وهو أمر لا تتمتع به الآن.

ثم جاءت عاصفة داعش بنتائج كارثية على الأقلية المسيحية في البلاد حيث اقتلع  آلاف المسيحيين من مناطقهم بعد أن فقدوا منازلهم وأراضيهم. وبالطبع غالبيتهم العظمى لم يعودوا وسط معاناة قادة الكنيسة بمختلف طوائفها (حسب الباحثين في معهد الدانوب ) من عدم اعتراف الحكومة ودعمها وأسفهم على الافتقار إلى البنية التحتية المالية والأمنية للكنائس، حيث تعتبر الإجراءات الأمنية الخاصة ضرورة يومية للعديد من المؤسسات المسيحية في البلاد.

ويعكس هذا النقص في الدعم الحكومي تراجع النفوذ السياسي للكنيسة، إذ  لاحظ الكاردينال لويس رافائيل الأول ساكو، الذي يقود الكنيسة الكلدانية، في مقابلة معه أواخر عام 2022  عدم وجود تمثيل سياسي للجماعات المسيحية في النظام العراقي الحالي. ويؤدي تناقص عدد المسيحيين إلى تفاقم هذه المشكلة.ومن هنا نجد أن المبالغة المحتملة في تقدير عدد المسيحيين من قبل الكنائس العراقية أمر مفهوم، نظرا لأن نفوذهم السياسي يعتمد جزئيا على نسبتهم من سكان البلاد.

وعلى الرغم من معاناة الكنيسة من الاضطهاد وعدم المساواة والصراع الأهلي، فإن عاملا بنيويا يدعم أيضا تدهور المسيحية. كان خروج العديد من المسيحيين بالعراق خلال العقدين الماضيين نتيجة للتحديات الاقتصادية الهيكلية وانعدام الآمان وتعميق الشعور الأقلوي لديهم والإحساس الدائم بالحاجة لحماية من مخاطر تزداد وتيرتها يوما إثر آخر، مما يؤكد  حاجة المجتمعات المسيحية في العراق إلى بنية تحتية اقتصادية وتعليمية واجتماعية لمساعدة شبابها على البقاء، فمعظمهم من يغادرون إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم بسبب نقص فرص العمل والتعليم في بلدانهم الأصلية.

لا يستطيع الناس العيش حيث يبدو أنه لا يوجد مستقبل لهم ولأسرهم، وهذا البحث عن ملاذات آمنة ومستقرة يفرّغ المنطقة من عنصر هام من عناصر تكوينها ووجودها .

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
مؤسسة السجناء السياسيين .. تحية .. ولكن !! رياض البغدادي/ تأسست مؤسسة السجناء السياسيين وبدأت بتقديم خدماتها في عام 2006 كجزء من منطق العدالة الانتقالية التي اقرها مجلس النواب وانبثقت عنها مؤسسات الغرض منها تعويض عذراً... يا كبارَ شعبِنا، لا تدفنوا رجاءَ شعبِكم!!! كانت المسيحية ولا زالت تنشد السلام والخير وتسعى إلى تفادي الحروب وتنشر علامة الحوار والعيش المشترك من أجل ثقافة لمحو لغة السيف والتي نهايتها سقوط الأبرياء، وازدياد مساحة الحقد والكراهية بين الشعوب، وولادة العنف والدمار لبشرية خُلقت لتكون ساعداً لبناء الخير والمحبة، وليس سبباً في تدمير ما عمّره الإنسان. ولكن مع الأسف إن أوضاعنا السياسية والإجتماعية متأزمّة إلى درجة تدمير الوطن وتقسيمه، وجعل الضعفاء الأبرياء يحملون حقائبهم ليرحلوا جذورها ترجع لثلاثة آلاف عام و”جبريل نبيها”.. ما قصة الديانة “الكاكائية”؟ جذورها ترجع لثلاثة آلاف عام و”جبريل نبيها”.. ما قصة الديانة “الكاكائية”؟ ديانة غامضة تكتنف السرية أفكارها ومعتقداتها وطرق ممارسة شعائرها، تدعى بـ"الكاكائية" أو "اليارسانية"، وتنتشر بالدرجة الأساس بين العراق وإيران، إضافة إلى تركيا وأفغانستان وباكستان والهند. ولمعَّ نجمهُ في السماء سهى بطرس قوجا/ أتى المُتجسد ليخلص الإنسان من قوى الشر والخطيئة ومن الشهوات المُهلكة، أتىّ المسيح صغيرًا فقيرًا ليكبر على الأرض ويحمل خطيئة
Side Adv2 Side Adv1