Skip to main content
                                           عاهة Facebook Twitter YouTube Telegram

عاهة


                                    عاهة
                                                              عادل سعد

هو الاستخفاف وعدم تقدير المواقف ان تتجول بين نازحين وعائدين الى ديارهم المحررة من الارهاب , وانت في كامل اناقتك وتنظر من فوق لهم دون ان تستطيع مساعدتهم المساعدة اللازمة في عودتهم , فهم مكبلون بالفقر والحاجات الملحة مع كثرة المعوقين والمشدوهين الذين يتطلعون اليك بأستغراب , وكأنهم لا يجدون عندك ما يسعفهم .
هي الاستهانة والاستكبار بمواقف زائفة حين تزعم  انك سعيد بعودتهم الى ديارهم , وانك تتطلع بالمزيد من الاهتمام الى ما يأملونه من تعويضات ومن تحقيق عدالة قضائية تنتزع لهم حقوقهم من مسلحين فعلوا بهم ابشع جرائم الابادة والتشفي .
لك اتيح لي في الاسبوع الماضي ان اكون في الموصل مركز محافظة نينوى , وفي بلدتين من هذه المحافظة هما الحمدانية وبرطلة وجاءت زيارتي ضمن مسؤوليتي في منظمة مدنية معروفة هي منظمة حمورابي لحقوق الانسان التي ترأسها الوزيرة السابقة لحقيبة الهجرة والمهجرين السيدة باسكال وردا .
كانت المهمه الموكلة الينا مع فريق حكومي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية  ما يمكن ان اصطلح عليه( الاغاثة بالمعرفة ) وهي مهمة صعبة جدا , لكنها ليست مستحيلة اذا توفرت الشروط اللازمة مستذكرا باحثا سسيولوجيا بريطانيا امضى سنتين كاملتين في منطقة قبيلة  افريقية بدائية منقطعا عن حياته المدنيه التي اعتاد عليها ليؤلف بعد ذلك كتابا عن تلك القبيلة بعد ان عاش في وسطها متدربا على نمط حياتهم البدائية البسيطة جدا و رصد معاييرها ومفاهيمها الاجتماعية والنفسية و التراثية.
على اي حال ,كانت الاسئلة كثيرة التي واجهتنا في الموصل والبلدتين , الحمدانية وبرطلة  وسط  ركام من الحزن الخانق ومخاوف تتكرر وتتجدد مع اي خرق امني يمكن ان يحصل , ولمست ايضا كم هو كسل بعض الموظفين الحكوميين ومحاباة سياسيين يجدون في هذه المأساة حاضنةً لفرصهم يسالون عن البطاقات الانتخابية اولا , وانهم سيكونون عونا للمحافظة حين يفوزون بعضوية مجلس النواب , يا للمفارقة (جمل بنيةِ وجمال بنيةِ اخرى) وحسب معلوماتي المتواضعة  ان سياسيا عراقيا واحدا من الذين يطمحون بعضوية مجلس النواب المنتظر لم يمكث في مدينة او بلدة محررة اكثر مما يقتضيه المرور العاجل وترتيب لقاءات وتسويق وعود مصنعه كما هو شعر رؤسهم المصفف بعناية , ويبدو ان هولاء السياسيين يستنسخون منهج موظفي الاغاثة في الامم المتحدة الذين يركبون احدث سيارات الدفع الرباعي وينامون في ابهى الفنادق ويرتادون اضخم المطاعم يتناولون اسماك السلمون او الكافيار بمبالغ تستقطع من الاموال المرصودة للاعانات في  مناطق تجتاحها حروب او عواصف ساحقة او زلازل وغيرها من قائمة الكوارث الطبيعية او بفعل البشر .
الخلاصة اللازمة بشان ذلك , ان مثل هؤلاء مصابون بالعاهة الاجتماعية المعروفة فقر الموقف برغم  رصيد الجاه والنياشين والاطراءات , لذلك تجدهم يلهجون دائما بالتقدير والامتنان والاعجا ب الذي يحصلون عليه تحت يافطة ( وقفوا لنا بالصلوات ) وهو تعبير يستخدمه العراقيون توصيفا لزعم ان منزلة هؤلاء كبيرة .

المصابون بفقر الموقف تجدهم يصنعون هالات لهم بالالقاب والمآثر الزائفة ولكنها هالات ومآثر تنطفىء  بمغادرتهم ,اي ان (الزبد يذهب هباء وما ينفع الناس يمكث في الارض ) فلماذا لا يعيد اصحاب هذه المواقف الفقيرة ترتيب اولوياتهم بعيدا عن انتهازية الثعالب ؟ سؤال برسم الاستحقاق . 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
لا قضية ولا وجود بلا جغرافيا سياسية.. فهل من يعي؟ جورج هسدو/ ((إدارة محلية، حكم ذاتي، محافظة، إقليم)) مفردات وطروحات تناولها أغلب المهتمين بقضية شعبنا المرصد النيابي العراقي عمل جاد ومتواصل جاسم الحلفي/ عديدة هي منظمات المجتمع المدني التي حاولت رصد عمل السلطات الثلاث ومراقبتها، وعديدة ايضا المحاولات التي استهدفت متابعة التحالف الكوردستاني...أخطاء تتكرر جاسم الحلفي/ ليس من المستغرب أن تطالب الكتل التي استحوذت على أصوات الناخبين الذين لم يصوتوا لها وفق القانون المنقوض بإعادة إنتاجه مرة أخرى، مناصفة بين الذكور والإناث.. عراقيون إلى الانتحار، لماذا؟ مناصفة بين الذكور والإناث.. عراقيون إلى الانتحار، لماذا؟ "حاولتُ الانتحار بعد إجباري على الزواج من ابن عمي الذي أكرهه"، هكذا تروي فرح (اسم مستعار) محاولتها إنهاء حياتها عبر تناولها كميات كبيرة من حبوب معينة عندما كانت في ربيعها العشرين، إلا أن ما حصل لم يتجاوز رقودها بضعة أيام في المستشفى لتعود بعدها إلى البيت
Side Adv2 Side Adv1