Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حبي الواحد والوحيد

كنت أراقب مشهد الناس وهي تتحرك جيئة وذهاباً في أماكن عدة ، في المساجد والمراقد والأسواق والمطارات والشوارع المكتظة ، وأحزن وأحتقر ذاتي وأراني مثل نواة تمرة متيبسة لا يطمع فيها طائر ، وبرغم ذلك الشعور الذي يغمرني بالصغار والدونية والضعف أواصل الحركة ، وأكمل صلاتي في المسجد وأسرع عندما يصل النداء :على السادة المسافرين الكرام في الرحلة المتجهة الى .. التوجه الى البوابة الرابعة والعشرين . وأجلس الى جوار إمرأة مسافرة الى البعيد ومثلي عشرات يجلسون ويستمعون الى توجيهات قائد الطائرة . وأمضي مع الجموع في الأسواق ، وأعود لأتذكر أني مرغم على العيش بهذه الطريقة ، وإذا كان تعداد الناس عشرة ملايين أو زادوا في السنوات التالية ليصلوا الى عشرين وثلاثين وأربعين وخمسين مليوناً ، فأنا مرغم على المضي في الرحلة المحفوفة بالمخاطر ، أصل أو لا أصل ليس مهماً، خاصة حين أدرك أني مجرد رقم منسي في سلسلة طويلة من الأرقام المنسية والتي لا أجد القدرة على إحصائها . وكيف وأنا ضعيف للغاية في مادة الرياضيات .

راودني هذا الشعور بعد منتصف الليلة الفائتة، وأنا لوحدي، لكنه ليس بالجديد فهو يراودني في كل حين  ، وأنا أنظر الى شاشة التلفاز وأنظر في وجوه الضحايا الممددين في حروب عبثية ، أو في الجماجم التي تتكدس في مقابر كشف عنها حديثاً لأناس لا يعلم أحد عنهم شيئاً ولا نعرف أسماءهم ولا عناوين لهم ولا أصل ولا فصل سوى أنهم بشر مثلنا عاشوا ومروا من هنا ولحق بهم من قام بدفنهم في التراب ليدفن في مكان ما لم يكشف عنه بعد،  ومثلهم ملايين وربما مليارات من الآدميين من النساء والرجال الذين تغيب عنا المعرفة بهم .

أنظر الى شاشة التلفاز ، وأرقب حال جمجمة يقال إنها لملك عظيم عاش قبل ثلاثة آلاف سنة تمر عليها الديدان ويقلبها عامل حفر بائس بينما لم يكن قائد جيش ذلك الملك أو وزيره ليكلمه  حتى ينحني ويحصل على الإذن ثم يقول هامساً: مولاي. ثم ها هي الناس لا تعرف ذلك الملك ولا تهتم لأمره وربما كانت فتيات المدرسة يقلبن أوراق كتبهن وفيها موضوع عن عشرات من شاكلة هذا الملك غير عابئات وهن يضحكن أو يقضمن ما تبقى من شوكلاته في أفواههن العسلية .

خطر في بالي تلك الليلة خاطر ملأني بطمأنينة مؤقتة قد لا تدوم مالم تستغرق روحي في إيمان ويقين ثابتين ، كان الخاطر يعن في بالي بقوة ، ويقول : أيها الأحمق ، إنك لوحدك في هذا العالم وما هذه الجموع سوى أشباح عابرة وستزول فلا تظن بنفسك الصغار والدونية وصحيح أنها تمر ولا يعرفك منها إلا واحد أو إثنان لكن المهم الواحد (الله) هو الذي يعرفك ولا ينساك وهو معك وهو يكفيك عن الذين مضوا والآتين ، وهو الوحيد في قلبك الذي لا يغادره ، وتذكر إن كل نساء الأرض يمكن أن يدخلن في قلبك لكنهن سيغادرن بينما يبقى الواحد والوحيد في ذلك القلب المفعم بالحياة.

Center_group@ymail.com

 

 

 

hadee jalu maree
Iraq-Baghdad
Journalist & Writer
(JFO)

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
المثقف وحقوق المواطن نزار حيدر/ لا يمكن ان تتحقق عملية التغيير الجذرية والتاريخية في اي بلد او امة من دون المثقف، واذا ما حدث ذلك صدفة فهي الفوضى، وهذا ما نلاحظه اليوم في عالمنا العربي، والعراق جزء منه. إكتسب خبرة من هذا المدير حيدر محمد الوائلي/ من حيٍ شعبيٍ فقير بأطراف مدينة مُلِئت بؤساً وفقراً وظلماً وسكان، خرج مدير مدرسة من بيته الصغير قاصداً سوق المدينة الكبير الرأي العام..قائدا نــزار حيدر/ عندما اسقط مجلس النواب العراقي المادة (50) من قانون الانتخابات، في المرة الماضية، والمتعلقة بـ (كوتة) الاقليات، شاركت في تظاهرة دعت اليها عدة منظمات حقوقية عراقية في ولاية ميشيغن الاميركية. أحياء في بغداد... ما زالت أسماء النساء تشيّد البنايات أحياء في بغداد... ما زالت أسماء النساء تشيّد البنايات يمثّل كثير من المباني والمناطق السكنية التجارية في بغداد، الإرث الثقافي والعمراني للعاصمة العراقية. وتصمد هذه الأحياء أمام تحديات البناء غير النظامي، الذي يصفه البغداديون بأنه فوضوي ويتسبب بتشويه صورة المدينة، بجمالها وأصالة الفنون المنثورة على عماراتها
Side Adv1 Side Adv2