Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إستراتيجيّةٌ شامِلةٌ..ناقِصَة

 

                      

   لَمْ تهزّ رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) كلّ مناظر القتل والتدمير والذبح والتفجير والرؤوس المتطايرة والحرائق العظيمة التي لازالت العنوان الأبرز لكل الأخبار العاجلة التي تتناقلها مختلف وسائل الاعلام العالمية عن العراق منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان، ولكنّه اهتزّ فزعاً وغضباً حدّ الانهيار لصورة المواطن البريطاني المذبوح على يد احد الارهابيين!.

   لا علينا بكلّ ذلك، المهم انّ سيادته اهتزّ فقرّر أنهُ سيلاحق الارهابيين حتى إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، لان هذا الفعل يمثّل الشرّ الخالص، اي لا شائبة فيه، على حد تعبيره.

   وأضاف السيد كاميرون بالقول؛

   ان القضاء على الارهاب لا يتمّ الا باستراتيجيّة شاملة لمكافحة الارهاب، مضيقاً؛ انّ الامر يتعلق بالعمل مع الآخرين لاستئصال شأفة الارهاب.

   حلو...

   هذا يعني انّه لم يتوصل، حتى الان، الى استراتيجيّة شاملة، وهو لازال يبحث عن (شأفة) الارهاب، والاّ فلو كان قد عثر عليها لاستأصلها وأنقذ العالم من شرورها، فلماذا استراتيجيتهم غير شاملة؟ ولماذا لم يعثروا على (الشأفة) بعد؟.

   لقد تعلّمنا، ونحن أطفال، قولا بليغاً يقول أنّ (البعْرَةَ تدُلّ على البعير) فلو ان السيد رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) قد تَتَبّع ََبعَرات الارهاب واحدةً واحدة لعثر على بعيره بسرعة وسهولة ويسر، ولكن الامر احد احتمالين:

   فامّا انه لا يريد ان يعثر الان على بعير الارهاب، ولذلك فهو يدوس على بعراته ولكنه لا يسمّيها، لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها.

   او انّه عثر عليها بالفعل ولكنه اجّل الإعلان عن الخبر الى اشعارٍ اخر، وكذلك لحاجة في نفس يعقوب.

   اما اذا أراد ان يُمسك بالشأفة ليستأصلها، فانّ عليه ان يسلّم الامر الى حلّاق ماهر وخبير وصاحب تجربة، فسيُمسكَ بها قبل ان يرتدّ اليه طرفُه او حتى قبل ان يقوم من مقامه، فليس كل من أمسك بالشّفرةِ والمقصّ سمّيَ حلاّقاً أليس كذلك يا رئيس وزراء بريطانيا؟.

   تُرى..على ذقن مَنْ يضحكون؟ ولصالحِ منْ؟ والى متى؟.

   أيها الرئيس..اذا تتبّعت بَعْرةَ الارهاب وآثار أقدام البعير فسيقودك الى نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، واذا تتبّعتَ آثار الحلّاق فسيقودك كذلك الى حيث شأفة الارهاب هناك، فسُرّة الارهاب وقعت هناك، بعد أقلّ من يومين من ولادته، ودُفنت تحت سرير الملك الذي عانق عليه الشيخ بزواج مثلي في ليلة ظلماء، على يد الشيخ المأذون والقابلة المأذونة صاحبة الجلالة بريطانيا العظمى، ام انّك نسيت؟.

   نسيتَ انّ الحزب الوهابي وُلد في الجزيرة العربية؟ وانّ تنظيم (الاخوان) الإرهابي وُلد هناك؟ وانّ آل سعود وُلد بطشَهم هناك؟ وانّ التحالف بينهم وبين الحزب الوهابي وُلد هناك؟ وانّ تحالف الفتوى والسيف وُلد هناك؟ وان تحالف العقال والعمامة وُلد هناك؟ واّن كل هذه الولادات تمت على يد القابلة المأذونة دولتكم العظمى؟.

   الى الان لم نقرأ او نسمع في كل خطابات واشنطن وحليفاتها خطة استراتيجية عملية، حقيقية وملموسة، للقضاء على الارهاب، فكلها كلام إنشائي للتسويق الاعلامي، لانها لم تُشر لا الى البعرة ولا الى البعير ولا الى الشأفة، فكيف يريدون ان يصدقهم الراي العام ويتحسس جديتهم في الامر؟.

   اذا لم تبدأ الخطة الاستراتيجية بذكر نظام القبيلة والحزب الوهابي وكل ما يتعلّق بهما من مدارس ومناهج ومؤسسات دينية وإعلام طائفي وأموال وقنوات فتنة وغير ذلك، فستبقى ناقصة وغير مكتملة.

   يجب ان تبدأ وتنتهي الاستراتيجية بنظام القبيلة، لانّ مبدأ الارهاب ومنتهاه من هناك، وسيظل كاميرون وبقية حلفائه يُصعَقون يوميا بمناظر الذبح ما لم يسمّون الأشياء بأسمائها.

   سيطول بحثهم عن (شأفة) الارهاب ما لم يضعوا النقاط على الحروف.

   ١٤ أيلول ٢٠١٤

                       للتواصل:

E-mail: nhaidar@hotmail. com

Face Book: Nazar Haidar 

WhatsApp & Viber& Telegram: + 1 (804) 837-3920

    




 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
أقف مع المالكي في هذا وأدعو لإنتخابه إن صمد صائب خليل/ قبل كل شيء، أريد أن أوضح موقفي ورأيي بالمالكي لكي لا تفهم هذه المقالة خطأً. أنا لست من مؤيدي المالكي وهو لا يحظى مني بالثقة صناعة النجاح نـزار حيدر/ للنجاح مقومات، تصنعه اذا تحققت، ولعل من ابرزها مقوم التعليم، وتحديدا التعليم الجامعي، فبالعلم تنهض الامم والشعوب، حقوق النازحين امانة .. فامنحوها لهم يا سيادة رئيس الوزراء حقوق النازحين امانة .. فامنحوها لهم يا سيادة رئيس الوزراء في الاشهر الماضية نادينا وطلبنا وقدمنا طلبات تلو الطلبات لمنح حقوق النازحين ولكن لم يستجيب للنازحين احدا بالرغم من الزيارات التي قام بها عدد من المسؤلين الكبار للنازحين المتواجدين في الاردن بالذات ..وبالرغم من الوعود التي اطلقها الزائرين الا ان شيئا لم ينفذ من الوعود التي اعطيت لهؤلاء النازحين ..وكأن النازحين هم اغراب عن الوطن . فهل سكن الاغراب وطننا واصبح اهل الوطن الاصلاء هم اغراب الارض والوطن عودة إلى مقال: الاتفاقية... أو الطوفان!! عبدالخالق حسين/ يبدو أن ذاكرة بعض الناس ضعيفة، أو أنهم لم يواكبوا ما نكتب ونحذر من مخاطر قبل وقوعها، وبما أنه ليس من حقنا معاتبة من لا يتابع
Side Adv1 Side Adv2