Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أيُّ عَالَمٍ يسكُنك؟!

Strings-7@hotmail.com

ماهو في متناولنا وبين أيدينا ليس في شيء مقارنةً بما هو في أعماقنا !!

لا يختلف اثنان على عظمة الخالق وحكمته حين نحرم شيئا ولكننا في المقابل نوهب أشياء عظيمة من قبيل ما
يسمى بالتعويض والحقيقة أننا محظوظون في كلا الحالتين حيث أن صبرنا على ما حرمنا منه يخولنا نيل الجزاء
وإذا ما نحن استخدمنا ما وهبنا إياه كتعويض ووظفناه في سبيل ما وهب لنا من أجله نلنا الجزاء أيضاً
آنياً ودانياً ...

إن ما لا يفقهه الكثير من الناس هو ما الذي يمكن أن يجدوه بأعماقهم ولذلك فهم كالتائه في صحراء لا غور
لها ولا دليل، ومن قبيل ضرب المثال نطرح هذه التساؤلات: أين تعيش ؟ في أي عالم؟ أين ترعرع قلبك ؟
بلا ريب الإجابة هي : في العالم الثالث ، وندرك من ذلك أننا لم نملك الخيار في اختيار العالم الذي
ولدنا فيه ونعيش فيه تماما مثلما لم يكن لنا الخيار في اختيار أشياء كثيرة ...
نعم نعيش في عالمٍ بائسٍ فقير متخلف .....إلى آخره مما يمكن أن يصفنا العالم المتحضر به أو العالم
الأول – إن صح التصنيف - وحيال هذا ليس في متناولنا أن نقبل أو نرفض ليس لنا إلا الصبر .

رغم ذلك فلو تأملنا المسألة بعيون قلوبنا لوجدنا أن فيها حكمةٌ ما فحتماً لاشيء عبثا، أليست الورود
الجميلة تنبت بين الشوك ؟ وأليس الجمال ما نخلعه ونضفيه من أرواحنا على الأشياء فتصبح جميلة ، والأمر
سيان مع ما نخافه ونحذره ونرجوه ونأمله ونحبه وننشده كل ذلك وغيره مصدره أعماقنا ومن داخلنا يقول
الفيلسوف العبد إيبكتيتوس : " ليست الأشياء في ذاتها خيراً أو شراً وإن ما يخيف الإنسان منها هو
تصوراته عنها " وقد كان المتنبي أبلغ من هذا في قوله :" وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى / وما الأمنُ
إلاّ ما رآهُ الفتى أمنا " .

إذن العبرة هي فيما هو بأعماقنا ويسكننا ونفكر فيه، قد يكون العالم الذي نسكنه العالم الأول ولكن
العالم الذي يسكننا هو العالم الثالث أو عالمُ متخلف بائس وأدنى من ذلك بكثير ، كما قد يكون العالم
الذي نسكنه العالم الثالث بيد أن العالم الذي يسكننا ليس العالم الأول بل الجنة أو العالم المثالي "
اليوتوبيا " التي حلم بها كل فلاسفة التاريخ ومفكريه ، عالمٌ يكفي لننسى معاناتنا في الواقع ونتجاوز
بؤسنا وأحزاننا وأوجاعنا وكل آلامنا يكفي لننسى كل ذلك أن ننسرب إليه دقائق بسيطة في يومنا ، حتى
التغيير الذي لطالما فكرنا فيه ونشدناه من المحال أن يكون له مكان في حياتنا أو حتى أدنى فرصة للتحقق
إذا لم يكن نابعاً من أعماقنا وهنا نتذكر" إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " وبوذا
يقول :" نحن ما نفكر فيه ، وكل ما فينا ينبع من أفكارنا ، وبأفكارنا نصنع عالمنا " .
لكم هو جديرٌ بنا أن نقف لوهلة من أنفسنا ونسأل : ماذا نريد ؟ ما الذي يسكننا ؟ فيما نفكر ؟ حينها فقط
ندرك أن العبرة ليست في العالم الذي نسكنه ولكنها في العالم الذي يسكننا .. فأيُّ عالمٍ يسكنك؟! .

هايل علي المذابي
أديب وصحافي
اليمن - صنعاء Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
ثقافة الحواروموقف رجال الدين بتاريخ 2 / سبتمبر/ 2006 نشرموقع باقوفة مقالة لنا بعنوان " ثقافة الحوار وحوار الكنيسة " طرحنا فيها ضرورة الحوار بين المسيحي - المسيحي وبين المسلم - المسلم وبعدها وعلى ضوء النتائج الحوار المسيحي - الاسلامي , ولهذا الحوار شرطين حسب " هانس كينغ في مشروعه الا لقاء يجمع بين جميع القوى الكلدانية السياسية والثقافية والانسانية في السويد للتنديد بجريمة كنيسة النجاة شبكة اخبار نركال/NNN/ اللقاء الذي جرى بين جميع القوى الكلدانية السياسية والثقافية والانسانية في انتهاكات خطيرة بحق الصحفيين في اقليم كوردستان وطرد مراسل (اسوشيتد برس) مرصد الحريات/شهد الاسبوع الماضي وقوع عدة انتهاكات بحق صحفيين اثناء تاديتهم لرسالتهم الاعلامية في مدينة السليمانية نادي الأمل ( 4-H ) في قضاء المحمودية يزور دار ثقافة الأطفال نادي الأمل ( 4-H ) في قضاء المحمودية يزور دار ثقافة الأطفال شبكة اخبار نركال/NNN/ يوم الثلاثاء المصادف 10 / 8 / 2010 زار مجموعة من أعضاء نادي الأمل ( 4-H ) في
Side Adv1 Side Adv2