Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

آه ياأرض المطار

 

في أول التغيير كانت الرحلات الجوية من والى مطار بغداد الدولي محفوفة بالخجل نتيجة الإجراءات غير المقنعة المتبعة في إدارة المطار العتيد وكانت القوات الأمريكية تحتل بغداد للتو ووضعت عددا من طائراتها العملاقة في مدارج منه وإستولت على بعض القاعات الكبرى، وكان طيران المدنيين كطيران العسكريين سوى إن لون الطائرات مختلف ،في واحدة من تلك الرحلات كان معي صديق اكاديمي منفعل على الدوام وهو يقف بقوة في مواجهة الأخطاء ولايكتم إنفعالاته، وفي الرحلة التي كان يفترض أن تنطلق من مطار بغداد عند الساعة الخامسة مساءا تعطلت المواعيد ومضت الطائرة التي عليها ان وصديقي لكننا لم نكن عليها وأبلغونا بذهابها، وبدأت مرحلة الإصرار على اللحاق برحلة تقوم بها طائرة ثانية الى ذات البلد الذي نقصده، وحين نجحنا لم نكن نتصور إننا سنضرب في العمق وسنهان فقد تم شحننا الى البلد الذي نريد بينما شحنت أغراضنا وحقائبنا الى بلد آخر وصار صديقي يلطم على رأسه حين وصلنا عاصمة الدولة المقصودة فحقائبنا في عاصمة أخرى لانعرفها ، كانت لصديقي حقائب ممتلئة عن بكرة خالتها بالأغراض والهدايا لعائلته التي سبقته هربا من العنف الطائفي وجنون المجموعات المسلحة الذاهبة بنا الى المجهول والراغبة بتحويل الوطن الى مقبرة أخرى مشابهة للتي تعودناها منذ عرفنا بلادنا.

بعد ستة أشهر كاملة ذهبت الى المطار وكانت الرغبة والأمل حاضرين في نفسي أن أجد حقيبتي العزيزة التي إشتريتها من مونتريال بخمسة وأربعين دولارا كنديا، ورغم صغرها إلا إنها كانت تكفيني دائما، بينما بقيت في الذاكرة حسرة الصديق الذي فقد الحقائب المملوءة بالهدايا والأغراض الثمينة ومنها مايحتفظ لها بذكريات جميلة لأيام خلت، فوجئت حين دخلت المقبرة بحقيبتي قريبا من رأس الموظفة التي وصفتني بالمحظوظ، وقلت، يالتعاسة وبؤس صاحبي لو إنه يدري إني وجدت الحقيبة، بينما ذهبت حقائبه الى مقبرة التاريخ والذكريات الأليمة.

رحلات تنتهي الى الفشل، مواطنون يبيتون لأيام في المطار، مواطنون عالقون في بلدان أخرى من العالم لعدم توفر طائرات تعود بهم الى الوطن، قصف بالهاونات في محيط المطار قوات أمريكية تتواجد في داخله وتحتل بعض المدارج والقاعات وأوكار الطائرات، لاتصليح للعطب لاإدام، لا عمل منظم، وكنا ننتظر ونأمل بالتغيير. أمس وعلى متن الجامبو 747 المتوجهة غربا طلب إلي أحد المسؤولين في الطائرة الصعود الى الطابق الثاني والجلوس في مقعد وثير، بين حين وآخر يسألك أحدهم عن رغبة ما، فوجئت إن الكثير من الأمور تغيرت، هناك 25 طائرة من نوع جامبو وآيرباس وأرسي جي تذهب الى مختلف الوجهات ،مومباي ودلهي وطهران وبيروت ودمشق وعمان ومالمو وإستوكهولم ولندن وكوبنهاكن وفينا وكوالالامبورووووو، سعدت كثيرا فالمدارج للطائرات المدنية والمطار يزهو بمافيه من تغيير جميل. حتى مدخله الموغل في الخضرة والحدائق كان إشارة الى تطور لافت.


يارب..

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
نجوم الباب الشرجي هادي جلو مرعي/ في العراق يدلعون الكلمات والحروف، مثلما يدلعون أنفسهم ،أو كما يدلع أحدهم طفله أو حبيبته ويغدقون على توصيفاتهم للمدن والشوارع والرجال والنساء بتغيير كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ كيف يخرج العراق من الأزمات ..؟ فراس الغضبان الحمداني/يتضمن عنوان مقالنا اليوم تساؤلا كبيرا ليس بمقدور هذه المقالة المحدودة المساحة الإجابة عليه وإنما أردنا ان نحفز الآخرين للبحث عن إجابة وحلول لهذه الأزمات المتكررات المتراكمات عسى ان نصل إلى بر الأمان كما وصلت شعوب أخرى سبقتنا بالفوضى الخلاقة العراق - شعب ينحره تجاهل الحقائق صائب خليل/ تلف اليوم موجة الإرهاب، العراق بظلام أحمر كدماء سيل ضحاياها الذي لا يتوقف ولا يهدأ! دولة كوردستان قادمة لا محالة .. كيف ولماذا؟ حبيب تومي/ دولة العراق تأسست عام 1921 من الولايات الثلاث بغداد والبصرة والموصل التابعة للدولة العثمانية ، وكان هنالك جدل كبير حول عائدية ولاية الموصل التي تميزت بزخرفتها المجتمعية الأثنية والدينية والعرقية ،
Side Adv2 Side Adv1