Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

يشوع هداية شهيد الوطن العراقي

يشوع مجيد هداية شخصية عراقية اصيلة ، كانت له طموحات متواضعة لتحقيق أمل العراقيين من السريان بان يكون لهم اسماً مذكوراً في الدستور العراقي ، وأن يكون لهذه الشريحة العراقية الأصيلة ( السريان ) مكانة على الخارطة السياسية العراقية ، وهذا حق مشروع لكل فرد عراقي ، ومن هنا انطلق يشوع هداية في تأسيس حركة تجمع السريان المستقلة .
نعم السريان شريحة صغيرة من مكونات النسيج العراقي ، لكن حجم هذه الشريحة يكبر حينما نضعها بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، ومهما يكن حجمها فإنها تبقى نقطة مضيئة في تاريخ وحاضر ومستقبل العراق ، فمساهمة السريان في البنيان الحضاري العراقي معروف ومدون في التاريخ العراقي ، وأيشوع هداية أراد لهذه الكينونة ان تبقى مستمرة عبر الزمن .
لقد تعرفت على المرحوم يشوع مجيد هداية في مقر أحد احزابنا السياسية في بغداد عام 2004 م وعرفني بنفسه وبحركته التي كان فخوراً بها ، وأهدى لي كراساً صغيراً عليه شعار الحركة وكتب فوق الشعار مقولة تقول :
وحدتنا القومية .. ضمان لحقوقنا القومية . وفي اسفل الشعار مكتوب حركة تجمع السريان المستقل ، والكراس بقلم يشوع مجيد هداية عام 2004 م . لقد تناولنا مختلف اطراف الحديث التي تدخل من ضمن هموم شعبنا ، وتطرقنا الى المقالات التي اكتبها في موقع عنكاوا وقال : إنني من قراء مقالاتك على هذا الموقع ، واعتقد ان الصدف جمعتنا مرة أخرى في نفس المكان بعد اسابيع .
نأتي الى موضوع الأغتيال الذي تعرض له المرحوم ، وليس لنا في هذا المقال المتواضع ان نأخذ دور القضاة او إيراد الأدلة لأدانة الفاعل الذي استهدف المرحوم ، فهذا شان الأجهزة الأمنية والمحاكم .
لكن من المسلّمات ان غياب الدولة او ضعفها يترك فراغاً في الوسط الأمني فيلجأ الأفراد بالدفاع عن انفسهم وأسرهم ، او يتركون منازلهم ويهاجرون حيث الأمان والأستقرار .
وفي ظل غياب الدولة أيضاً ، وهذا ما جرى ويجري في العراق ، يسود نظام الغابة حيث يعكف من يملك وسائل القوة ، على ملئ الفراغ الأمني الذي تركه غياب الدولة ، فتنشط مراكز القوى من قبلية ومناطقية وميليشياوية وسلفية وعصابات محترفة للجريمة ، فتزرع العنف والأرهاب بحق الأبرياء ، وكل فريق يريد فرض اجندته ليس بأسلوب المحاججة والأقناع الفكري إنما بممارسة الأرهاب والقتل والذبح ..
إن عجلة الأرهاب هذه تدور في الحقل العراقي وهكذا وصلت هذه العجلة الى شهيدنا ، يشوع مجيد هداية ، إن البرنامج الذي كان يدعو اليه المرحوم لا يشكل خطورة على قوى سياسية او جهة حكومية ، وهو لم يكن يسعى الى منافسة في منصب رفيع ، لقد كانت له مطالب تحمل في طياتها الحد الأدنى من حقوق الأنسان .
لكن مع ذلك فإن المرحوم يشوع هداية لم يكن استشهاده نتيجة حادث عرضي من التي تجري على أرض العراق هذه الأيام ، إنما كان اغتياله مرصوداً وهو المستهدف لا غيره . ولهذا يمكن ان نضع هذا الحدث بمصاف الجريمة السياسية ، وربما هذا ما سيكشف عنه التحقيق في المستقبل .
فإذا أبقينا عملية الأغتيال في محورها السياسي ، وجب على المراقب ان يسأل ماذا يريد الفاعل من هذا الأغتيال ؟ وهنا سيجرنا التساؤل الى الساحة العراقية التي يخيم عليها مناظر القتل والجثث الملقاة على الطرق ، والدماء المراقة وكل انواع الأعمال الوحشية السائدة في المشهد العراقي ، ونبقى نردد سؤال :
هل يجوز ان يقتل الأنسان من اجل حفنة من الدولارات ؟
هل يجوز ان يقتل الأنسان من اجل اختلاف في المذهب ؟
هل يقتل الأنسان من اجل رأي سياسي مخالف ؟
هل يقتل الأنسان من اجل أختلاف في الدين ؟
إنه سؤال واحد يبقى صالحاً ومكرراً لكل حالة من حالات العنف التي تعصف بالواقع العراقي .
إن يشوع مجيد هداية إنسان عراقي ،ومصير العراق اليوم بيد قوى لها أجندتها التي تتلخص في تصفية من تشاء وتبقى على حياة من تشاء ، هذا هو المصير الذي آل اليه العراق .
إن الوطن العراقي الجريج يدفع أبناؤه ثمن شفائه ، وإن روح الشهيد يشوع مجيد هداية كانت جزءاً من الثمن الغالي الذي يدفعه شعب العراق بمسلميه ومسيحييه وكل اديانه وقومياته ، إنها ضريبة يدفعها العراقيون من دمائهم وأرواحهم من أجل تخليص العراق من براثن الفوضى والدمار التي أرادها الأشرار لهذا الشعب الأصيل .
إن شفاء وخلاص الوطن العراقي من هذه الشرور لا بد ان يكون على أيدي أبنائه الغيارى المخلصين .
حبيب تومي / اوسلو

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الدمار المحاصصة مدانة: يُلاحظ أنه ما من جماعة سياسية ولاسياسية في العراق إلا وكالت أشد اللعنات على نظام المحاصصة. الغريب أن الأكثر لعناً وطعناً للمحاصصة هم الذين طالبوا الشيخ د. همام حمودي يلتقي السفير الفرنسي في بغداد شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/ أوضح الشيخ د.همام حمودي ان ثمة ارادة حقيقية عند جميع الاطراف تحررت من قيود المرحلة السابقة،مشيراً الى الخريطة السياسية الجديدة للبرلمان العراقي رئيس الجمهورية جلال طالباني يتلقى برقية تهنئة من الأستاذ طارق الهاشمي هنأه فيها على إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية شبكة أخبار نركال/NNN/ تلقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني برقية تهنئة من جلسة استثنائية لبرلمان اقليم كردستان العراق لتعديل قانون رئاسة الاقليم زهريرا:عقد المجلس الوطني لكردستان العراق، جسلة استثنائية بعد ظهر يوم الثلاثاء 24/1 في مبنى البرلمان بمدينة أربيل, بهدف مناقشة تعديل قانون رئاسة الاقليم
Side Adv1 Side Adv2