Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ما قل ودل : حلم المالكي المستحيل

 
  لمناسبة الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق ، عقد معهد  أميركان انتربرايز ( American Enterprise Institute ) في واشنطن ندوة تحت عنوان " العراق بعد عشر سنوات " من الغزو بطبيعة الحال ،  وكان من ضمن الخطباء الرئيسيين في الندوة ، السيناتور جون ماكين ( John McCain )، المرشح الرئاسي السابق ، الذي تحدث عن الوضع الراهن المتأزم  في العراق بعد عشر سنوات من سقوط النظام الصدامي .
وقال  السناتور الجمهوري أنه يشعر بقلق بالغ حول تداعيات الخلافات الحادة بين العراق وكردستان ( التعبير لماكين ) .ورداً على سؤال عن رأيه في العلاقات المتوترة بين بغداد وأربيل ، قال ماكين : " أعتقد ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ما يزال يدعو لعراق موحد، ولكن الأحداث يمكن أن تملي عليه منحى مختلفا."
و أضاف ماكين :" ان المصالح الكردية العليا هي التي تحدد في المقام الأول ، أولويات الرئيس بارزاني ، و اعتقد أنه يرغب في التعاون معنا و يتطلع الى مساعدتنا له في العمل ، ولكنه في الوقت نفسه يدرس كل ما لديه من رهانات ، ولو كنت مكانه لفعلت الشيء ذاته ." وأستطرد ماكين قائلاً : " لقد  فوجئت عندما التقيت  بارزاني قبل ستة أشهر، واكتشفت أنه لايجتمع بانتظام مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . سألت الرئيس بارزاني:
متى ألتقيت آخر مرة بالمالكي ؟ قال : منذ أكثر من عام .
وهذا امر يقلقني كثيراً."
وتابع ماكين قائلاً : " الكرد يحلمون منذ عدة قرون بالدولة الكردية ، وأعتقد أن ثمة نخبة كردية ترى ، أن تحقيق هذا الحلم يلوح في الأفق، بالنظر إلى الأوضاع الراهنة  في سوريا والعراق وتركيا . ولكن على الرغم من هذا، ما زلت آمل في بقاء  العراق موحداً والمصالحة بين الفصائل السياسية  في البلاد ."  أنتهى كلام ماكين .
 المفارقة هنا ان سياسياُ ( أجنبياُ ) ،  ينتمي للدولة ، التي  يدين لها السيد نوري المالكي بمنصبه الرفيع ، يشعر بالقلق من تقسيم العراق اكثر من رئيس الوزراء ( العراقي )  ومن أركان نظامه ،   ولا شك ان " ماكين" قلق من تداعيات سياسات المالكي، التسلطية و الأقصائية التي ستقود الى تقسيم العراق حتماً .
المالكي، الذي سحرته نشوة السلطة المطلقة  ، سادر في غيه و غارق في حلمه المستحيل  بأن يتحول الى طاغية جديد في زمن أطاحت فيه الشعوب العربية بطغاة  أقوى و أكفأ و أذكى منه بكثير.
على المالكي ان يستفيق من حلمه قبل فوات الأوان، لأن زمن الحزب القائد و القائد الأوحد ولى الى غير رجعة ومن لم  يدرك هذه الحقيقة ، مصيره الى الزوال .
ثم ان الكرد -  الذين أنتزعوا بعض حقوقهم بنضال بطولى و تضحيات سخية وسقطت تحت أقدامهم طغاة و حكومات أكثر بأساً من المالكي و ميليشياته الطائفية  وحكومته العاجزة ، الغارقة في الفساد - لا يمكن ان يقبلوا بأقل من عراق فدرالي ديمقراطي تعددي و حكومة مركزية كفوءة و نزيهة تعمل لصالح العراق والعراقيين دون تفرقة او تمييز و ليس لصالح فئة صغيرة من المتاجرين بالدين الحنيف ، حكومة تنتمي الى هذا العصر و ليس الى عصور الظلام و التخلف ،  وكلما ادرك المالكي هذه الحقيقة سريعاً ، كان ذلك في مصلحة البلاد و أفضل لمستقبله السياسي ، أن كان له مستقبل .!
جودت هوشيار
jawhoshyar@yahoo.com

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
رسالة مفتوحة إلى سماحة الفقيه العلاّمة الشيخ عبد اللطيف الهميّم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد المسيح الحي الذي به بشّرت الملائكة في الإنجيل كما في القرآن، يسرني أن أرفع إلى مقامكم السامي أجمل التهاني وأطيب الأماني طالباً من الذي كان كلمة إلى مريم:"يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ لماذا حكومة الأغلبية السياسية؟ عبدالخالق حسين/ الديمقراطية لا تأتي على طبق من ذهب، بل من خلال الصراعات والثورات والحروب الأهلية، وفي العراق كان مخاض الديمقراطية هل حقاً المالكي هو السبب؟ عبدالخالق حسين/ بعد نشر مقالي الموسوم (أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين)(1)، وصلتني مقالات لصحفيين وباحثين غربيين ترقى إلى وطنية البطريرك ومبادرة عمار الحكيم سمير اسطيفو شبلا/ قبل ان يجلس سيادته على كرسي البطريركية عاش واقع الحال كعراقي أصيل وتنقل بين بغداد والموصل وكركوك خلال العشر سنوات
Side Adv1 Side Adv2