Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قف ..والجمعيات المغلقة !! "من زاد حبه لنفسه زاد كره الناس له"

 

 1
كنت في زيارة لصديق فنان تشكيلي،  وشاهدت مجموعة من لوحاته التشكيلية الجميلة
، وبعد أحاديث مختلفة عن الواقع الثقافي ومنها الفنون التشكيلية سألته باستغراب :
-
ليس مجاملة يا صاحبي، ولكن أشاهد لوحات متميزة في اللون والتشكيل والرؤية، فلماذا لا تقيم معرضا  لهذه اللوحات، أو بالاشتراك مع فنانين آخرين، وتكون الخطوة الاولى بتأسيس تجمع فني مع زملائك في هذه المدينة كجمعية أو منتدى أو رابطة،  وتساهمون باقامة معارض خلال السنة و يكون هذا التجمع  جسرا مع الجاليات الأثنية الأخرى أو الاستراليين في اقامة معارض مشتركة، ليطلع عليها ابن الجالية والاسترالي، وتظهروا بفنكم  للاسترالين انكم أبناء حضارة عمرها أكثر من 6 الاف سنة، وتكون لوحاتكم مستوحية من هذه الحضارة العميقة.
صمت صاحبي بعض  الوقت ونظر الي نظرة أحسست من خلالها بان عينيه تحمل الأسى والعتاب والحزن، ثم قال بعد أن تنهد بعمق مسموع: أنا واحد من أبناء الجالية، أهتم بالفن التشكيلي وهناك آخرون أيضا أبدعوا بانواع الفنون التشكلية وساهموا بشكل كبير في الوطن، وشاركت في بعض المعارض ولكن لم تكن بالمستوى المطلوب والطموح، .
أما عن تأسيس جمعية أو منتدى يهتم بالفن وبانواعه، فهناك جمعية أو منتدى أسسها أحدهم باسم الفنانين ومنذ تأسيسها وهو يترأسها ووزع المناصب على أفراد عائلته، وأغلق باب الانتساب أمام كل الفنانين ويستلم الدعم"المادي البلدي" المقسوم، ويضيفه على "المعونة الحكومية" ويتكلم عن الحلال والحرام!! وكلما سألته عن  الجمعية أو المنتدى يتهرب من الاجابة، وسؤالي أيضا، هل  بهذه التصرفات "الفاسدة"نظهر امام الاستراليين بأننا اصحاب حضارة ومصداقية..
قاطعته قائلا:
-
لا يا صاحبي، نحن نعيش في بلد نستطيع أن نتحدث بصوت عال، ولا نعيش في ظل المليشيات الطائفية والمذهبية، بل في بلد متحضر ديمقراطي، وكما تعلم بان أي جمعية أو منتدى في استراليا  تمنح وفق شروط وقوانين ولوائح استرالية وليست"عشائرية" لا يستطيع أحد من المؤسسين أو الهيئات الادارية خرقها أو الانفراد بها، وما دمت مواطنا تتمتع بكافة حقوق المواطنة  فعليك أن تمارس هذا الحق وألا تكون قد اقترفت جرما بحق مواطنتك وبحق الدولة التي منحتك جنسيتها وأمنها وجميع الحقوق التي يتمتع بها الاسترالي، وسكوتك يعني السماح لهذا وأمثاله بنشر الفساد الذي ربما يهاجمه ولكن يمارسه مع أبناء جلدته، وعليك الاتصال به هاتفيا وطلب استمارات الانتساب مع زملائك الفنانين، وفي حالة رفض طلبك فلكل حادث حديث.

2
بعد عدة أيام من لقاء صديقي التشكيلي، قرأت اعلانا صادرا عن احدى الجمعيات الثقافية، التي اسمع بها لأول مرة، وهي تعلن عن محاضرة تاريخية في احدى صالات المدينة، اتصلت بصديقي الذي اطلق عليه"مختار الجالية" واستفسرت منه عن هذه الجمعية، جاءني صوته ضاحكا وهو يقول: يبدو انك قد أمسكت بالقلم لكي تكتب"وخزة" من "وخزاتك" عن هذه الجمعية.. قاطعته:
-
سألت فقط ومن خلال ردك سوف أطلق وخزة اذا كان هناك ما يستحق الوخز! .
-
اختصر لك بما يلي:
-
مضى على تأسيس الجمعية عدة سنوات، تحت اسم تاريخي وتعني بالشؤون الثقافية والاجتماعية وهيئتها الادارية هم من الاسرة الواحدة، والتي لا يتعدى عدد الأعضاء فيها أصابع اليد الواحدة!  ويقومون برحلة أو دعوة غداء أو عشاء في أحد مطاعم المدينة، وبعدها يقدمون طلبا الى الجهات المعنية  معززا بصور فوتوغرافية تظهر أمامهم أطباق"الدولمة" وأخرى لـ"دبكة" مطالبين بالدعم المادي واعتبار ذلك من "الجمعية" ونشاطات الجالية  ومن حقهم"اختلاس" مبلغا، لان تلك الرحلة أو دعوة" B.B.Q" من نشاطات الجمعية الثقافية وكما استلم "صاحب" الجمعية التشكيلية" يستلم صاحب الجمعية الثقافية"مبلغا" ويودعه في حسابه الخاص.
3
مع الاسف مازال الطارئين على الثقاقة الاغترابية في هذه القارة يشوهون  جمالية الثقافة من خلال هرولتهم نحو "الدولار"  ويدفنون رأسهم في الرمل مثل النعامة.. ولكن الى متى!!.


mattikallo@hotmail.com

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
بين المسلمين والمسيحيين ... خناق أم عناق؟ ربما شاءت الإرادة الإلهية أنْ نُطرَد من بيوتنا وتُسرق أموالنا وتُحرق منازلنا ونلجأ إلى الغربة من أجل بقاء الحياة. وأمام هذه المأساة بل الإبادة والضياع لم يُسمَع صوت بكائنا ولا أنين آهاتنا ولا ألم معاناتنا إلا من قليل من كبار الزمن ورؤساء الدنيا والجالسين على كراسي الحكم والنظام، فكان مَن مَدّ لنا يد الرحمة والعون وكلٌّ حسب قدرته وإمكانياته، ولذلك نحن لهم شاكرون. مجزرة بهرز...عندما يكون التحقيق واجباً، تكون الثقة عدواناً صائب خليل/ لمجزرة بهرز، أسوة بغيرها من قصص الإرهاب، قصتين أيضاً: سنية وشيعية (أنظر مقالتي "كيف تصمم "قصة شيعية" و "قصة مؤسسة السجناء السياسيين .. تحية .. ولكن !! رياض البغدادي/ تأسست مؤسسة السجناء السياسيين وبدأت بتقديم خدماتها في عام 2006 كجزء من منطق العدالة الانتقالية التي اقرها مجلس النواب وانبثقت عنها مؤسسات الغرض منها تعويض تكرار الحوادث الإرهابية يدق ناقوس الخطر في العراق تكرار الحوادث الإرهابية يدق ناقوس الخطر في العراق باتت الخروقات الأمنية الأخيرة مصدر قلق في العراق، خصوصاً أنها متعددة وتحمل طوابع إرهابية أو جنائية أو عشائرية، كما أنها تشكل مؤشراً إلى عودة العنف من جديد للبلاد
Side Adv2 Side Adv1