Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الكلب الأعرج

لافتة مكتوب عليها "كلاب صغيرة للبيع" كانت معلقة على جدار حانوت. عندما وصل إليها دخل الطفل الصغير واستفسر عن سعر الكلب، فأخبره البائع أن كل جرو يُباع بحوالي ثلاثمائة شاقل.
مدّ الطفل يده إلى جيبه فوجد فيه مبلغا من المال، ولما عرف أنه يستطيع شراء جرو طلب من البائع أن يرى الكلاب الموجودة في المحل.
صفر البائع للكلاب فخرجت كلبة كبيرة. وكانت تمشي خلفها خمسة جراء جميلة، بينما كان أحد الجراء متأخرًا عن إخوته في السير.
طريقة سير هذا الجرو لفتت نظر الطفل الصغير فسأل البائع: لماذا يعرج هذا الجرو؟
فأجابه البائع دون أن يخفي عنه الحقيقة كما يفعل البائعون أحيانا: لقد وُلِدَ هذا الجرو أعرج. كان مريضا. منذ وُلِدَ وهو يعرج وسيبقى على هذه الحال طوال أيام عمره. سيظل يعرج.
شعر الطفل بسعادة كبيرة لم يفهمها الرجل وقال للبائع: هذا هو الجرو الذي ابحث عنه. بالذات هذا هو الجرو الذي أريد أن أشتريه.
استغرب الرجل من الفرح الغامر الذي حلّ على الطفل وقال له: "إذا كان هذا هو الجرو الذي تريد أن تشتريه فلن آخذ منك نقودًا..."
تبدلت ملامح الطفل وبدت عليه دهشة واستياء في الوقت ذاته: "لا أريد أن آخذ الكلب منك بدون مقابل، فهذا الجرو يجب أن يكون ثمنه مثل ثمن باقي الجراء!!".
ثم نظر مباشرة في عيني البائع وقال بحزم: "سوف أعطيك الآن ما بجيبي من نقود، وسأكمل المبلغ على أقساط، كل مطلع شهر من المصروف الذي يعطيني إياه أبي للمدرسة".
لم يتوقف الذهول المرسوم على ملامح التاجر وواصل يسأل الولد وهو غير مصدق لما يسمع: "هل أنت متأكد بأنك تريد أن تأخذ هذا الجرو وليس أي جرو آخر؟"
"نعم"، أجاب الطفل بثقة كبيرة.
"لكنه لن يلعب معك، ولن يقفز ولن يركض مثل باقي الجراء...." قال البائع، غير أن هذه العبارة بالذات لم تعجب الطفل الذي قرّر أن يخبر البائع ما هو سرّ اهتمامه بالجرو... فانحنى بجسمه قليلا، رفع بنطاله عن ساقه وطلب من البائع أن يرى قطعة الحديد التي تدعم ساقه الملتوية ليستطيع السير من خلالها، ثم قال بنبرة الأستاذ الذي لن يكرّر شرح الدرس بعد هذه المرة: "أنا أيضـًا يا عمي لا استطيع المشي. تمامـًا مثل الجرو. ولذلك، فإن هذا الجرو بامس الحاجة لمـَن يفهمه، ويتضامن معهن ويتعاطف معه ويسنده وقت الحاجة، لأنه مثلي قرّرت أن آخذه دون كافة الجراء الأخرى".
ارتعش البائع من شدة التأثر والخجل وراحت الدموع تترقرق في عينيه، ثم اقترب من الطفل وعانقه وقال له: "إنني أتمنى، وأصلي أن يكون لكلّ جرو من الجراء التي أبيعها في هذا المحل مَن يحبه كما تحب أنت هذا الجرو".
***
في الحياة، لا يهم ما هي الظروف المحيطة بك، والتي تترعرع في كنفها، فمن الضروري أن تجد مَن يحبـك ويقدّرك ويتقبلك بدون أيّ قيـد أو شرط، فالصديق الحقيقي تجده في وقت الحاجة، في أحلك اللحظات، تجده عندما يتركك الجميع فتجده إلى جانبك...

إعداد: نادر أبو تامر




Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
فيشخابور الآشــورية ... نموذجاً للاستيطان الكردي تقع القرية في منطقة إستراتيجية بين الحدود التركية السورية في أقصى الشمال الغربي من العراق وتطل على نهر دجلة من الغرب بعد دخوله الحدود العراقية وهو الذي يفصلها عن الحدود السورية , كانت القرية منذ قديم الزمان محط أنظار المعجبين والطامعين وأستطاع أهلها الآ المسيحيون يتوجهون بكثافة الى الكنائس في بغداد نركال كيت / في عيد تنطبق عليه كلمات المتنبي (عيد بأي حال عدت يا عيد) توجهت اعداد غفيرة من المسيحيين البغداديين الى الكنائس لحضور قداديس الميلاد التاريخ يتكلم الحلقة 95 الحرب البرية بدأت لتحرير الجارة الكويت 1991 التاريخ يتكلم الحلقة 95 الحرب البرية بدأت لتحرير الجارة الكويت 1991 في اليوم التالي ذهبت لعيادة آمال لمعالجة سني وفعلا عالجته بحشوة لا زالت بحالة جيدة ولا اشكو من ذلك السن حتى هذه اللحظة. انها فعلا طبيبة اسنان متميزة. حدثتني عن زبائنها والفروقات في المستوى الثقافي بينها وبينهم، نحن اكثر استيعابا للتطور من اناس قضوا معظم الإعلامي السوداني طارق المادح في أمسية بعنوان" المرأة السودانية مبدعة" استضاف المعهد الدولي لتضامن النساء في العاصمة الأردنية عمان ضمن سلسلة
Side Adv2 Side Adv1